الشادوز

اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم يسعدنا ان تقوم تسجل في منتدي الشادوز كما يسعدنا ان تكون فرد من اسرة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشادوز

اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم يسعدنا ان تقوم تسجل في منتدي الشادوز كما يسعدنا ان تكون فرد من اسرة المنتدي

الشادوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.






    للصائم فرحتان

    avatar


    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    للصائم فرحتان Empty للصائم فرحتان

    مُساهمة من طرف  الأحد فبراير 27, 2011 9:51 pm

    لا يعني قوله –عليه الصلاة والسلام- فيما رواه مسلم وغيره:"للصائم فرحتان" أن الصائم لا يتمتع بسوى هاتين الفرحتين المذكورتين في الحديث الشريف، كلا، ولكنهما فرحتان إضافيتان لا يظفر بهما غيره من الناس!.

    فرحة عند فطره عقب يوم كامل من الاحتساب والصبر والطاعة.
    وفرحة عند لقائه ربه، بعد أن أمضى العمر كله صائماً محتسباً كلما نزل به رمضان ضيفاً كريماً.

    أما أولى الفرحتين: فهي فرحة تصاحبه كل ليلة، كلما غربت شمس يوم رمضاني كريم، وامتدت يده إلى تمراته ومائه البارد، يسدُّ بهنّ جوعته، ويطفئ حر ظمئه!
    ولم لا يفرح، وقد بذل وسعه في إرضاء ربه، ومنع نفسه حظها من الطعام والشراب؛ أملاً فيما عند الله من النعيم المقيم، والمتاع الحسن!.
    إنها فرحة الاستعلاء فوق ضرورات الجسد، وأنماط الحياة الرتيبة.
    إنها أفراح الروح تنتشي طرباً، وتهتز فرحاً بحلول شهر الصيام والصبر الجميل، فرحة الصائم بفطره ليست لكسر سطوة الجوع، وإبراد لهيب الظمأ، فتلك فرحة تشاركه فيها الهوام والأنعام، ولكنها فرحة الانتصار على كيد الشيطان وهوى النفس ومطارق الشهوة وسُعارها.
    فرحة الإذعان والاستسلام لأمر الجبار جل وعز حين أمر بترك الطعام فتُرك، وهجر الشراب فهُجر.
    "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه".

    وأما الفرحة الثانية: فهي فرحة ذات مذاق خاص، فرحة لقاء الحبيب حبيبه، والصائم ربَّه الذي أعانه على الصيام ووفّقه إليه، ووعده بحسن الثواب وادخره له.
    فرحة أنست كل الآلام والأحزان الغابرة، فقد غلبت هذه الفرحة ورجحت وحُقّ لها، وحُقّ لصاحبها أن يبتهج بها.
    فلطالما حفظ جوارحه عن المحرم والممنوع، وصان لسانه عن السافل والقبيح، فلم يكن صيامه صيام المحرومين، الذين حُرموا الطعام والشراب، وحرموا الأجر والثواب كذلك، يوم انتهكوا حرمة الشهر بكل ساقط من القول، وشائن من الفعل والسلوك.

    فما أحرى كل صائم إذاً أن يستشعر حقيقة الصيام، ويعي مراميه العظام، فيوطن نفسه على صون صيامه من قول الزور والعمل به، ليحظى بالفرحتين كلتيهما، وتقر عيناه حقاً بكل ما أعده الله للصائمين الصادقين.
    فإن أبى إلا أن يطلق لناظريه العنان ليطالعا كل قبيح تبثه وسائل الإعلام، أو تعرضه المتبرجات في شوارع المسلمين، أو يرخي سمعه لمزامير الشيطان، وأصوات الطرب والغناء، ثم هو مع كل هذا فاحش اللسان بذيئه، فليعلم إنسان كهذا أن فرحه بفطره هو فرحة الأنعام بهبوطها المرعى، ونشوة الأُسْد بالتهام فريسة كلَّت قدماها عن الفرار، وما عدا ذلك فليس هو منه في قبيل أو دبير!.

    كاتب المقال: د. رياض المسيميري

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 11:46 pm